اسم الکتاب : الفواتح الإلهية والمفاتح الغيبية المؤلف : النخجواني، نعمة الله الجزء : 1 صفحة : 534
كسبت وبالجملة لو علموا هولها وفظاعتها لما استعجلوا لكنهم لا يعلمون لذلك استعجلوا اغترارا واستكبارا
بَلْ تَأْتِيهِمْ العذاب والساعة حين تأتيهم بَغْتَةً فجاءة ودفعة فَتَبْهَتُهُمْ اى تحيرهم وتدهشهم وقت ظهورها فصاروا حينئذ حيارى سكارى مدهوشين فَلا يَسْتَطِيعُونَ رَدَّها إذ لا رد لقضاء الله ولا معقب لحكمه سيما بعد نزوله وَلا هُمْ يُنْظَرُونَ ويمهلون حينئذ ان استمهلوا
وَبالجملة لا تبال بهم يا أكمل الرسل ولا تحزن على استهزائهم وسخريتهم إذ لَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ كثيرين قد مضوا مِنْ قَبْلِكَ قد استهزئت بهم أممهم مثل ما استهزئت بك قريش فَحاقَ وأحاط بالآخرة بِالَّذِينَ اى بالمستهزئين الذين سَخِرُوا مِنْهُمْ اى من الرسل وبال ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ ويستسخرون وأضعاف ما لحق لأولئك المستهزئين الهالكين الماضين ستلحق لهؤلاء المعاندين المكابرين فلا تحزن عليهم ولاتك في ضيق مما يستهزؤن وان أنكروا إتمام العذاب وانزاله عليه
م قُلْ لهم يا أكمل الرسل نيابة عنا مَنْ يَكْلَؤُكُمْ ويحفظكم بِاللَّيْلِ وقت فراغكم ومنامكم وَالنَّهارِ وقت شغلكم وترددكم مَنْ نزول عذاب الرَّحْمنِ القادر على انواع القهر والانتقام بمقتضى جلاله لو لم يرحم عليكم حسب لطفه وجماله لكن يرحم عليكم فلم يعذبكم رجاء ان تنبهوا وتواظبوا على شكر نعمه وأداء حقوق كرمه بَلْ هُمْ من شدة غفلتهم وسكرتهم عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِمْ الذي يحفظهم عن انواع المكروهات والمؤذيات مُعْرِضُونَ بحيث لا يتوجهون نحوه ولا ملازمون عبادته ولا يداومون شكره أيزعمون أولئك المصرون المسرفون ان يدفعوا عذابنا النازل عليهم بقوة نفوسهم
أَمْ لَهُمْ آلِهَةٌ تَمْنَعُهُمْ اى تمنع عنهم العذاب مع انهم مِنْ دُونِنا بل شركاء لنا في الألوهية والربوبية كما زعموا او يشفعوا لهم عندنا كلا وحاشا ان يسع لآلهتهم هذا إذ لا يَسْتَطِيعُونَ أولئك التماثيل الهلكى نَصْرَ أَنْفُسِهِمْ ولا يقدرون لدفع ما لحقهم ونزل عليهم من المكروهات عنهم فكيف عن غيرهم وَلا هُمْ اى آلهتهم مِنَّا يُصْحَبُونَ ويقربون إلينا حتى يشفعوا لهم او يدفعوا عذابنا عنهم بواسطة قربتهم وصحبتهم معنا وان تخيلوا ان امهالنا إياهم وآباءهم متنعمين مترفهين طول اعمارهم امارة على عدم أخذنا إياهم وعدم انتقامنا عنهم فما هو الا خيال باطل ووهم زائل زائغ مما قد سولت لهم أنفسهم بتغرير إبليس عليهم وتزويره
بَلْ نحن قد مَتَّعْنا هؤُلاءِ المسرفين المعاندين وَآباءَهُمْ الضالين المستكبرين حَتَّى طالَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ فارتكبوا بأنواع المعاصي والآثام مدة حياتهم فظنوا انهم مصونون عن الأخذ والانتقام ونزول العذاب أَيتوهمون من امهالنا إياهم هذا الموهوم فَلا يَرَوْنَ أَنَّا من مقام قهرنا وانتقامنا إياهم نَأْتِي الْأَرْضَ اى نبعث ونجلب جنود المسلمين على ارض الكفرة بحيث نَنْقُصُها ونخربها مبتدئين مِنْ أَطْرافِها الى ان وصل الى أدانيها وأقاصيها أَيزعمون ويتوهمون بعد ما أخذنا في تخريب أطراف بلادهم وتنقيصها فَهُمُ الْغالِبُونَ علينا وعلى جنودنا وجنود انبيائنا ورسلنا وما هو إلا زعم فاسد وتوهم باطل زائغ زائل فان ادعوا انا وآباؤنا دائما في كنف حفظ الله وجوار صونه مدة أعمارنا فمن اين تخوفنا وتنذرنا أنت من إنزال الله العذاب علينا بغتة مع انه لم يعهد لا لنا ولا لآبائنا منه تعالى أمثال هذا
قُلْ يا أكمل الرسل في جوابهم إِنَّما أُنْذِرُكُمْ وما أخوفكم انا من تلقاء نفسي بل بِالْوَحْيِ المنزل على من عند الله المشتمل على انذاركم وتخويفكم ثم قال سبحانه توبيخا عليهم وتقريعا وَكيف يرشدكم ويهديكم الرسول المرسل
اسم الکتاب : الفواتح الإلهية والمفاتح الغيبية المؤلف : النخجواني، نعمة الله الجزء : 1 صفحة : 534